
لطالما ضربت الامثال ببعد الشقة وانعدام الخدمات بمنطقة هي الأحب إلى قلبي ولها مكانة خاصة عند اسرتي كونها منطقة غزيرة الإنتاج من ناحية الثروات الحيوانية الزراعية والغابية في آن الا وهي منطقة (ام بوم) .
ومنطقة ام بوم منطقة بها (جنائن) الهشاب المنتج الصمغ العربي الغني عن التعريف كما أن بها غطاء نباتي غزير يؤوي الحيوانات البرية ويمنح أهل المنطقة فرصة رعاية صحية لمواشيهم ،بالاضافة إلى نشاط أهل المنطقة في الزراعة للمحصولات النقدية ، بهذه المنطقة البكر الغنية تقطن أسرة ممتدة من أسرة والدتي وكنت كما أسلفت اضرب بهذه المنطقة المثل بالتهميش حيث أنها منطقة غنية بكل ما يمكن تصديره للحصول على النقد الأجنبي إلا أن صاحب هذا الإنتاج ليس لديه اي نوع من الخدمات والرعاية الصحية أو الاجتماعية ، تنعدم بمنطقة ام بوم حتى مياه الشرب حيث يرد اهلها إلى منطقة الخوي لجلب مياه الشرب وفي فصل الخريف يلجأون إلى مياه الأمطار للشرب والتخزين داخل أشجار التبلدي العملاقة هبة الله لدار حمر .
تقع منطقة ام بوم إلى الشمال الغربي من محلية الخوي التي تقع على بعد مئة كيلومترا غرب مدينة الأبيض .
في تسعينيات القرن الماضي وكنت في سفر على الأرجل (مغامرا) بمعية خالي وصديقي الراحل إسماعيل الشوين تحركنا من منطقة القبة (قبة الشيخ حمد ابو الساري )(حوالي ثمانين كيلومترا شمال غرب الخوي ) وعندما وصلنا (ام بوم) كان الوقت غروبا شفيفا رومانسيا ، تناولنا طعام العشاء المبكر مع جدتنا ومن ثم تحركنا مرة أخرى إلى الخوي راجلين حيث وصلنا بعد منتصف الليل ، لقد كانت مغامرة لا انساها ما حييت.
إن ما ذكرني بمنطقة ام بوم الآن هو أن اسرتي حفظها الله قد نزحت من منطقة الخوي غداة اجتياحها من مليشيا الجنجويد الإرهابية ،واول ما تبادر إلى ذهني هو أنني اقترحت عليهم النزوح إلى ام بوم حيث استقروا بحمد الله في امان اتمنى ان يديمه عليهم المولى عز وعلا ، الطريف في الأمر هو أنني عندما سألت اختي عن الطريقة التي يمكن أن أرسل لهم بها المصاريف لم تتردد في القول (بنكك) وهنا سرحت بعيدا في أمر هذا التطبيق الذي وصل إلى مناطق لم تستطع الحكومة أن تصلها بالخدمات ، وللتوضيح فقط فإن منطقة ام بوم سميت كذلك لانتشار طائر البوم المعروف بأنه كالناسك لا يحب الازعاج بها والذي يهوى العيش في المناطق النائية ولكن هاهو تطبيق بنكك الميمون يشاطره (التنسك) ويشاطرني الاهتمام والاطمئنان على اسرتي حفظها الله ورعاها.
ثم ماذا بعد ؟
إن تقديم الخدمات المالية عن طريق التطبيقات المصرفية يعتبر مقياسا لرقي الشعوب كما يعتبر امنا للمواطن الذي أصبح لا يأمن على نفسه إذا حمل مبلغا بسيطا من المال ، وتطبيق بنكك الرائد في المجال ظل شريكا اصيلا للمواطن في كافة مناحي الحياة بدءا من التحويلات النقدية إلى دفع الرسوم الحكومية فشراء الخدمات كالكهرباء وليس انتهاءا بشراء الرصيد للاتصالات ،ولكن هذا التطبيق يحتاج منا في الاعلام إلى شراكة حقيقية في مساندته ليس طمعا في الإعلان أو تلميعا له بل لخدمة المواطن حتى تتسع دائرة الثقة ويستطيع الإنسان أن يحمل كافة أمواله في جيبه تطبيقا خفيف الظل سريع الاستجابة ،وهاهي قوات الجمارك التي كانت من اوائل شركاء بنك الخرطوم في تحصيل الرسوم الجمركية تناشد بقية المصارف للانضمام إلى منظومة المصارف العاملة في المجال للوصول إلى (زيرو كاش)