رصدت (المنبر (24) تقرير خطير للجان مقاومة الحصاحيصا عن أوضاع المدينة بعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر على احتلالها من مليشيا الدعم السريع، عن أوضاع قاتمة يواجهها السكان وانتهاكات واسعة النطاق ارتكبتها المليشيا شملت النهب والقتل والاغتصاب والتضييق على المواطنين في حياتهم بنهب المحاصيل والمحلات التجارية والمنازل.
ومنذ فبراير المنصرم تعاني قرى ولاية الجزيرة من انتهاكات مروعة وغير مسبوقة تنفذها مليشيا الدعم السريع، حيث تورطت هذه القوات في قتل أعداد كبيرة من المدنيين ونهب الأموال والمحاصيل الزراعية مستغلة التعتيم الإعلامي بسبب انقطاع الاتصالات والأنترنت عن المنطقة منذ السابع من فبراير الماضي.
وحسب التفرير الصادر، الاثنين: “مضت أكثر من ثلاثة أشهر على دخول مليشيا الدعم السريع لمدينة الحصاحيصا، بعد أن قامت العناصر القليلة الموجودة في المدينة من الجيش والشرطة بالانسحاب بشكل دراماتيكي، وبعد أن فَتَحت السجون وأخرجت المحكومين، لإغراق المدينة في فصلٍ أسود من الفوضى المصنوعة”.
وتناول تقرير لجان مقاومة الحصاحيصا اتساع حالة السيولة الأمنية التى بدأت مع انسحاب الجيش واستمرت بدخول مليشيا الدعم السريع وإصرارها على استمرار نوع من النهج المنفلت، أصبحت واقعاً يومياً راسخاً يضغط بشدة على مواطن الحصاحيصا، فغياب الأمن وانتشار الجرائم هما السمة الأبرز للمشهد خلال الأشهر الثلاثة المنصرمة بجانب شُح النَقد ونُدرة السلع وتحَوُّل السواد الأعظم من سكان المدينة المنتجة إلى جيش من العاطلين، نزح بعضهم وصمد البعض الآخر في ظروف يتناقص فيها الغذاء والدواء ويتذبذب فيها إمداد الكهرباء والمياه، مع انقطاع تام لشبكات الاتصال التى تعَد المنفذ الوحيد لدخول المساعدات المالية عبر التطبيقات البنكية.
وتابع البيان: “على امتداد ذات الفترة، لم تتوقف انتهاكات مليشيا الدعم السريع الموجهة ضد المواطنين في منطقة الحصاحيصا، بل زادت لتشمل القتل والنهب والسلب والترويع وقطع الطُرق والاغتصاب والإخفاء القسري والترحيل لمناطق المواجهات العسكرية و سرقة السيارات والأموال والمقتنيات والاختطاف بغرض طلب فدية، وغيرها من الجرائم والانتهاكات”.
وبحسب التقرير تتمركز جرائم المليشيا على أطراف السوق و في مداخله و في المناطق المهجورة فيه.
و مؤخراً، صار السوق المهجور مسرحاً لجرائم الاغتصاب كذلك، و التي تزايدت في غياب العقوبات الرادعة، لافتاً منها إلى حادثة الاغتصاب الجماعي التي كانت عصر الخميس 7 مارس قبل رمضان بأيام، حيث تناوبت مجموعة من عناصر الدعم السريع اغتصاب ثلاث من الفتيات يعملن في مستشفى المدينة القريب من السوق تحت تهديد السلاح ، و هو ما أدّى لاحقاً إلى إضراب الكادر الطبي بالمستشفى و إغلاق الأقسام القليلة العاملة به.
ونبه التقرير إلى أنه في ظل غياب الانتاج و توقف الاستيراد، فإن عناصر مليشيا الدعم السريع هم المصدر الأبرز إن لم يكن الوحيد للبضائع والسلع القليلة الواردة إلى السوق ، و هو مصدر مؤقت لأن أغلب هذه البضائع و السلع مسروقة من المنطقة أو من مناطق أخرى قريبة، مشيرا إلى احتكار افراد المليشيا توريد أغلب المحاصيل الزراعية و التي تم نهبها أيضاً تحت تهديد السلاح من المَزارع القريبة و من المخازن و الأسواق ، و تقوم عناصر المليشيا ببيع هذه المحاصيل لتجار القطاعي الذين ربما لن يسلموا كذلك من النهب الذي قد يطال ذات البضائع ، أو النهب الذي قد يطال المال الذي يمكن ان يجنُوه منها.
وأوضح التقرير أن ترحيل البضائع و نقل الأفراد من المهام الحصرية التي تتولاها عناصر المليشيا في المنطقة ، لأن أغلب السيارات التي كانت في مدينة الحصاحيصا و القرى المجاورة لها ، قد تمت سرقتها بواسطة عناصر مليشيا الدعم السريع و التي قامت بترحيل أغلبها ، و ما تبقى من السيارات المسروقة في المدينة فهو يعمل في خدمة عناصر الدعم السريع في المهام الرسمية و الشخصية كذلك.
وأشارالتقرير إلى أن النهج الذي يتبعه أفراد المليشيا هو السيطرة الاحتكارية على كل شئ مع الغياب الكامل لأي نوع من انواع الإدارة أو التخطيط المستقبلي.
ولهذا تبعاته المؤثرة سلباً على الانتاج و أيضاً على مستقبل سيطرة المليشيا نفسها ، و هي تبعات بدأ بعضها في الظهور فعلاً.