سرقة وتخريب متحف بيت الخليفة بامدرمان

أمدرمان – المنبر 24

تعرض متحف بيت الخليفة بمدينة ام درمان لعملية تخريب وسرقة شملت كل المقتنيات الاثرية التي تؤرخ لحقبة المهدية والخليفة عبد الله التعايشي.

وبث ضابط برتبة عقيد بالقوات المسلحة فيديو استعرض فيه حجم الدمار الذي لحق بالمتحف وعملية النهب التي تعرضت لها كل المقتنيات الاثرية التي يذخر بها المتحف.

واشار الضابط في الفيديو الذي  إطلع عليه المنبر 24 إلى ان السرقة التي تمت لمقتنيات المتحف، لا تدل على انها سرقة عادية واضاف “الشيء المعروف ان الحرامي يسرق مبالغ مالية وذهب وعربات، لكن ان تمتد الايادي إلى قطع اثرية ومخطوطات وخطابات وقطع معدنية قديمة ومقتنيات لقادة الثورة المهدية ليست لها قيمتها مالية بحسابات السوق، لكنه عاد وقال انها لها قيمة أثرية تؤرخ لحقب قديمة لا تقدر بثمن.

واستدل بأن هذا العمل التخريبي ممنهج بان الجناة قاموا بتحطيم منظومة اجهزة المراقبة بالمتحف، ما يدل على ان الجاني واعٍ بما يفعله، وهي عملية ممنهجة لمحو ماضي الشعب السوداني والقيمة التاريخية للبلاد- على حد تعبيره-

وقال السرقة شملت معظم الآثار منها “سبحة عثمان دقنة، وسيوف الامير ابوقرجة، والامير النجومي، وكأس الشرب الخاص بالخليفة عبد الله التعايشي وغيرها من مقتنيات المتحف.

 أوعيد  في يناير  من العام 2023مافتتاح متحف «بيت الخليفة عبد الله التعايشي» في مدينة أم درمان، بعد تأهيله ضمن مشروع لترميم المتاحف السودانية. المتحف الذي كان سابقاً مقراً لسكن الخليفة عبد الله التعايشي إبان إدارته للدولة المهدية في السودان (1885- 1899م)، يعرض أسلحة نارية يعود تاريخها إلى العهد العثماني وأخرى خاصة بالدولة المهدية. ويأتي ترميم المتحف ضمن مبادرة بتمويل من المجلس الثقافي البريطاني بالخرطوم، والتحالف الدولي لحماية التراث في مناطق النزاع (مقره فرنسا)، بالتعاون مع «المركز الدولي لدراسة صون وترميم الممتلكات الثقافية» (مقره إيطاليا).  وهدفت المبادرة إلى تعزيز دور المتاحف كمراكز للمجموعات التراثية بغرض المساهمة في بناء السلام والتماسك الاجتماعي.

يمثل متحف الخليفة السوداني لوحة عمرانية ما زالت تحفظ تاريخ عبد الله التعايشي إبان حكمه للدولة المهدية. ولد التعايشي عام 1846 في قرية أم دافوق في جنوب دارفور غربي البلاد وتعود جذوره إلى تونس، وكان أجداده من العلماء وحفظة القرآن الكريم. وأنشأ البيت الذي تحول لاحقاً لمتحف قومي، أحد رجالات الدولة المهدية ويدعى حمد عبد النور، ووضع خريطته المعماري الإيطالي بيترو عام 1887. وتم تشييد البيت عام 1891 وتحول في 1928 إلى متحف يرتاده السياح والعشرات من المهتمين والباحثين. يوثق المتحف لأهم الحقب التاريخية ممثلة في الدولة المهدية وما بعدها، ويحتضن كثيراً من مقتنيات قادة تلك الفترة، سواء أكانت مخطوطات ومراسلات وأدوات مختلفة.

يُعرض في المتحف جباب وتقارير ومكاتبات تاريخية ونقود ومسكوكات ورايات حربية تعود للدولة المهدية، بجانب أدوات فخارية ومطبعة قديمة كانت تسمى بـ»مطبعة الحجر». ويحتوي على قطع أثرية تخص رجالات المهدية أمثال عبد الرحمن النجومي وعثمان بابكر دقنة، إلى جانب آثار خاصة بالسلطان علي دينار تم ترحيلها من متحفه في دارفور. يجذب المتحف زواره بمشاهدة مجموعة من الأسلحة النارية والمسدسات والمدافع البدائية والدروع التي اغتنمها ثوار أنصار المهدي مؤسس الدولة المهدية بالسودان من جنود الاحتلال البريطاني، إضافة إلى آليات صناعة الذخائر، والأسلحة البيضاء كالحراب والسيوف. كما يضم المتحف آثاراً من فترة العهد العثماني مثل النقود والمطبعة الحجرية وغيرها مما تركه الأتراك بعد حكمهم للسودان.

 

موقع المنبر
Logo