عثمان ميرغني يكتب: استعدوا للعام 26.. عام السلام.

 

من الواضح – بفضل الله – أن حرب 15 أبريل تغرب شمسها عن السودان، لتغلق أسوأ صفحة في تاريخ البلاد. ونحتاج كلنا الآن أن ننفخ في أشرعة السفينة حتى تصل إلى بر الأمان.. لا تراجع ولا تردد.
ليس مطلوباً شعارات كما يتصور ويجتهد البعض، بل مطلوب تجسيم صورة المستقبل الزاهي في عيون السودانيين، بعد أن ظلت تملؤها الدموع طوال سنتين ونصفها عمر الحرب. من الحكمة أن ننشغل بالمستقبل ونترك الماضي خلفنا، حتى نغسل قلوبنا بالأمل ونزيل الألم.
عام 25 انطوى تقريباً.. وأمامنا عام جديد: 26، فيه يُغاث الناس وفيه يعصرون. فلتكن الصورة واضحة للشعب: ما الذي ينتظره؟
نحتاج إلى خطة استراتيجية خمسية تشمل الأعوام 2026 – نهاية 2030، لتكون عقداً بين الشعب ومن يتولون أمره في مختلف المستويات. لا يهم من يحكم، بل يهمنا ما الذي عليه أن يفعله في الحكم.. بالمسطرة والقلم.
جدول أعمال صارم يضعه خبراء ويصبح ملزماً للجميع، ومحدداً لشرعية قيادة كل مؤسسات الدولة من أعلاها إلى أدناها.
جدول أعمال لا يحتمل الأعذار.. وجرد حساب مع نهاية كل عام. من ينجح من المسؤولين يعبر إلى العام التالي، ومن يفشل في الحصول على درجات الأداء والإنجاز المطلوبة يغادر الكرسي فوراً، لتصبح الوظيفة تكليفاً لا تشريفاً.. بحق وصدق، وليس مجرد تلاعب بالألفاظ.
كما ارتفع صوت الأمل.. انخفضت ضوضاء الألم.
نحتاج إلى تحويل السجال السياسي الكبير الذي يدور في الفضاء العام إلى حوار حقيقي حول المستقبل. نناقش النظام الإداري المناسب للسودان: هل ولايات أم أقاليم؟ أم نظام هجين (ولايات وأقاليم)؟
مشروعات التنمية المطلوبة: كم مشروعاً زراعياً ضخماً (Mega) على غرار مشروع الجزيرة يحتاجه السودان؟
هل نحتاج إلى تطوير «سودانير» بنفس مهامها القديمة لتعمل في الخطوط الدولية والداخلية، أم نكتفي بها شركة رائدة في النقل الداخلي بينما نفتح سماواتنا لجميع شركات الطيران الدولية؟
كم مدينة جديدة نحتاج خلال الخمس سنوات القادمة؟
وكم مدينة من المدن القديمة نحتاج إلى تجديدها وتطوير مهامها الوظيفية في مجالات العمل والمشروعات؟
ما هي خطوط السكك الحديدية المطلوبة؟ وما خارطة مساراتها؟
ما هي خطتنا لنصبح عاصمة السياحة الطبية والتعليمية الإفريقية؟
وهكذا.. أسئلة للمستقبل تستحق أن تشغل تفكير وهموم واهتمامات السودانيين، لتكون وقوداً دافعاً لاحتراق داخلي يولّد قوة دفع هائلة للصاروخ المنطلق نحو الفضاء البعيد.
نحتاج للتفكير من الآن: كيف نبدأ عام 2026؟

موقع المنبر
Logo