السودان.. مقرّرة أممية تكشف عن قصص مروّعة في مخيمات النزوح

الخرطوم: المنبر24

وصفت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالعنف ضد المرأة والفتيات ريم السالم الوضع الإنساني في السودان بأنه “كارثي وأسوأ من التخيلات”، كاشفة عن استخدام العنف الجنسي والاغتصاب الممنهج كـ”سلاح حرب” لتدمير نسيج المجتمع السوداني.

وكشفت المقررة الأممية عن قصص إنسانية بالغة القسوة لناجيات سمعتها من النساء والفتيات اللاتي تعرضن للاغتصاب جراء انتهاكات قوات الدعم السريع، وذلك خلال زيارتها -التي هدفت لرصد حال النساء والفتيات- في فترة لم تتجاوز 9 أيام لـ4 ولايات تخضع للحكومة السودانية وهي (ولاية الجزيرة، الخرطوم، البحر الاحمر، الشمالية).

وأشارت سالم إلى أن العنف الجنسي الممنهج لا يقتصر على حالات فردية بعينها، بل هو أداة حرب لتدمير المجتمع السوداني ككل، “فتلك الانتهاكات لا تفرض قسوتها على النساء فحسب، إذ هن الضحايا المباشرات لحالات الاغتصاب، ولكنها تقهر الرجال من ذويهم الذين تجبرهم قوات الدعم السريع على مشاهدة تلك الانتهاكات، ويجدون أنفسهم عاجزين عن كف الأذى عن نساء عائلاتهم وحماية بيوتهم”.

وتحدثت سالم بلسان النساء من الفاشر وبقية الولايات، واللاتي عبرن لها عن خشيتهن من إبلاغ المؤسسات الأممية عما تعرضن له خوفا من وصمة المجتمع التي تزيد وطأة المعاناة عليهن.

ولفتت المسؤولة الأممية إلى حالة “العنف الاقتصادي” الذي لا يقل خطورة عن بقية الأضرار التي تخلفها آلة الحرب، والتي تتمثل في نهب المنازل، وسرقة المحاصيل والذهب، وتدمير البنية التحتية، واصفة ما يجري بأنه تدمير ممنهج وليس مجرد حالات فردية.

كما انتقدت بشدة ضعف التمويل الدولي للخطة الإنسانية في السودان، مشيرة إلى أن التمويل لا يتجاوز 38% في وقت يحتاج فيه 30 مليون سوداني -أي نصف السكان- إلى مساعدات عاجلة، وسط انتشار الجوع والأمراض وسوء التغذية، وانعدام الرعاية الصحية اللازمة للناجيات من العنف الجنسي، بما في ذلك التعامل مع حالات الحمل غير المرغوب فيه.

موقع المنبر
Logo