متابعات – المنبر 24
أعرب سفير السودان لدى فرنسا خالد فرح عن أمله في أن يلتزم المانحون بتوصيات ومخرجات مؤتمر باريس، الذي تعهد بتقديم ملياري دولار لدعم عمليات الإغاثة والمساعدة في السودان، لكنه دعا إلى عدم الإسراف في التفاؤل قياسا بما حدث العام الماضي، عندما لم يتحصل السودانيون إلا على 5 في المائة فقط من المبالغ التي تم التعهد بها في مؤتمري جنيف ونيويورك.
وقال فرح لوكالة (AWP) يوم الثلاثاء ” خرج المؤتمر بجملة من التوصيات والمخرجات تمثلت في التعهد بمبلغ ملياري دولار لدعم عمليات الإغاثة والمساعدات الإنسانية في السودان، وهنا أقول إننا نأمل فعلا أن يتم الالتزام بهذا التعهد وهذا المبلغ المحترم، وأن يحصل المتضررون في السودان جراء هذه الحرب المدمرة على الأقل على قدر كبير منه حتى يخفف عليهم ويلات هذه الحرب”.
وأضاف “لكننا لا نرى في الأفق ما يدعو للإسراف في التفاؤل، لأن خلال العام المنصرم، تم التعهد في مناسبتين، في مؤتمر انعقد في جنيف في يونيو 2023 وفي نيويورك في أكتوبر من نفس العام بمبلغ يقارب هذا المبلغ، ولكن، بشهادة الأمم المتحدة نفسها، لم يتم التحصل إلى على نحو 5% فقط من ذلك المبلغ الذي تم التعهد به”.
وتابع “لا نرى جديدا في الأمر، وليس هنالك ما يدعونا للإسراف في التفاؤل، ولكن نتمنى أن تُكسَر هذه القاعدة هذه المرة ويتم تحصيل مبلغ معتبر من هذه التعهدات لصالح المتضررين في البلاد”.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قال إن مانحين تعهدوا بتقديم أكثر من ملياري يورو (2.13 مليار دولار) للسودان خلال مؤتمر في باريس الاثنين، وذلك بعد مرور عام على الحرب في السودان وسط وضع إنساني تصفه منظمات إغاثة بالكارثي.
وانتقد فرح بعض مخرجات المؤتمر، وقال “من مخرجات هذا المؤتمر، دعوة الأطراف المختلفة وخصوصا الدول الخارجية للامتناع عن تزويد ما أسماه المنظمون بطرفي الصراع، أي الجيش الوطني والمليشيا المتمردة، ميليشيا الدعم السريع، بالأسلحة”.
ووصف هذه الدعوة بأنها ” تنطوي على مفارقة واضحة وعلى قدر من النفاق والانتهازية، لأن الجيش الوطني للدولة السودانية معروف، وعمره الآن أكثر من قرن، وله علاقات دولية واسعة وراسخة وتعاقدات وعلاقات مع دول مختلفة، والدول الغربية ليست جزءا منها، فهي أوقفت توريد السلاح للسودان منذ عام 1983 منذ عهد الرئيس جعفر النميري إثر اندلاع التمرد في جنوب السودان، الذي كان يقوده العقيد جون قرنق، ولذلك هم ليسوا معنيين بهذه المسألة ولا يمدون السودان بأي طلقة واحدة”.
وقال بينو لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) “تم اتخاذ قرار بأن يكون هذا المؤتمر مؤتمرا إنسانيا وليس مؤتمرا سياسيا، وأن يكون مؤتمرا للمانحين وأيضا للدول المجاورة للسودان والمنظمات الخيرية والمدنية التي تشارك في المجال الإنساني لمعالجة هذه الأزمة الإنسانية”.