« الفاشر»  تحَبَسَ  أنفاسها.. !!

تقرير – خاص المنبر 24

 بعد  ترقب وحذر وقلق ..شهدت مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني والحركات المسلحة من جهة والدعم السريع من جهة اخرى في الاتجاهين الشمالي والشرقي من المدينة

وقال مصدر لـالمنبر 24) إن المدينة تعيش حالة من عدم الاستقرار الأمني وشلل تام في حركة المواطنين، صاحبها اغلاق للمحلات التجارية في الاسواق والاحياء جراء المواجهات المستمرة بين الاطراف المتحاربة منذ صباح اليوم الجمعة.

تطورات المشهد

وتسلل أفرد من المليشيا شرقاً في أحياء  الجوامعة والمعهد وعقب ذلك انتقلت  الاشتباكات في الاتجاه الجنوب  الشرقي  للمدينة.

وبحسب افادات شهود عيان عصراً قلت حِدة المواجهات وسمع أصوات رصاص متقطع  ، واضافوا بان  الاشتباكات  نجم  عنها  عدداً كبيراً من المصابين أوساط المدنيين نتيجة للقصف المدفعي المتبادل، وتم نقلهم لمستشفى الفاشر الجنوبي. وحتى كتابة  التقرير لم تصدر  السلطات الصحية تقرير عن قتلى.

وقالت تنسيقية  لجان مقاومة الفاشر إن الاشتباكات أدت إلى سقوط مقذوفات  بشكل عشوائي على  المنازل

تقاري أممية

تناولت  تقارير أممية نزوح نحو  800 ألف شخص إلى المدينة التي تقع حالياً تحت خط النار بعضهم فروا من  العاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة التي اجتاحها الدعم السريع نهاية 2023م  والآخرين من ولايات دارفور الاخري التي تقع تحت قبضة المٌتمردين.

  وأبلغ  « المنبر 24 » مصدر حكومي أن نصف مليون نازح يقيمون في أربعة معسكرات إيواء، وهي زمزم، أبو شوك، نيفاشا،  وأبوجا، إذ يوجَد فيها نازحون منذ اندلاع الحرب في الإقليم في العام 2003م، بينما لجأ إليها نازحون جراء القتال الحالي عقب سيطرة «  مليشيا الدعم السريع »  على مناطقهم، وأصبحت الفاشر بمثابة الملاذ الأخير الذي لجأوا إليه.

وتشهد  تخوم الفاشر بين الفينة والأخرى،اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني والدعم السريع، على الرغم من تحذيرات الأمم المتحدة من عواقب ذلك في المدينة البالغ عدد سكانها 1.5 مليون نسمة.

وتسيطر الدعم السريع حاليا على أربع من عواصم الولايات الخمس المشكِّلة للإقليم الغربي للبلاد، ما عدا الفاشر التي لجأ إليها نحو 800 ألف نازح، بحسب بيانات الأمم المتحدة.

تضييق الخناق

ونقل شهود عيان لـ (المنبر 24) أن عشرات القتلى والجرحى وصلوا مستشفى الفاشر في الأيام الماضية نتيجة للمواجهات في مناطق شرقي وشمالي المدينة الإسترتيجية.

وأبلغ مصدر موثوق به فضل حجب اسمه لدواعٍ أمنية  (المنبر ) بان الخناق يشتد على مدينة الفاشر بعدما قالت إنه سيطرة من الدعم السريع على محلية مليط التي لا تبعد أكثر من 70 كيلومترا.

بوابة مليط

واضاف ذات المصدر بان الدعم السريع موجود حالياً في الاتجاه الشرقي لمدينة الفاشر  وتمدد شمالاً واحكم السيطرة على منفذ مليط الإسترتيجي ، منوهاً إلى أن ولاية شمال دارفور  تعتمد منذ اندلاع حرب 15 أبريل  على المنتجات  من الكفرة الليبية  والتي تأتي  عن طريق مليط  – المالحة  والتي تشمل  مواد غذائية  ووقود، والسلع التموينية .

ويقول ذات المصدر إن الدعم  كان متواجداً اصلاً في مناطق شمال الفاشر لكنه كان يسمح بمرور السلع إلى المدينة بإعتبار أن الحركات المسلحة كانت تقف في موقف الحياد، ولكن منذ أن اعلنت  وقوفها في صف الجيش السوداني ضيقت  مليشيا الدعم السريع الخناق على الفاشر. وتابع : (توقف انسياب  السلع من الجارة ليبيا مما ينذر بأزمة غذائية وأزمة في  الوقود وهناك همس وحديث بقرب نفاذ المخزون الاستراتيجي مما يدق ناقوس  الخطر بحدوث  مجاعة بحسب  مراقبين للمشهد)، واضاف  المصدر فإن  شمال  وشرق الفاشر حالياً خالية تماماً من المدنيين وزحف الاهالي نحو الجنوب  في منازل أقربائهم والمدارس بل تمددوا داخل أراضٍ زراعية،  فروا حفاظاً على أرواحهم بعيداً عن خط النار.

حالة بائسة للسكان

وتروي المصادر الحالة البائسة لسكان الفاشر خاصة أن اغلبهم  موظفين توقفت  مرتباتهم منذ اندلاع الحرب  وصاروا يعانون من ضنك العيش  وهناك عدد كبير من المعلمات صرن يعملن في بيع  التوابل  وفريشية لبيع  الخضروات في سوق الفاشر ، وتقول إن الحياة صارت شبه متوقفة .

 مصادر مياه ملوثة

أما مصادر المياه شبه متوفقة بعد فشل الحكومة في توفير  الوقود لمحطات المياه بحسب افادات (ه) التي تقول إن جوز المياه من الكارو يقدر بـ(4000) جنيه وهي مياه  غير صحية لكن الضرورة أجبرت المواطنين على استخدامها بدلاً عن الموت عطشاً وتضيف :” نشرب مياه رائحتها متغيرة ولونها متغير وطعمها وحالياً نشرب  مياه الأبار” .

كما  تناول نقص في الأدوية خاصة لاصحاب  الأمراض المزمنة من السكري وضغط الدم وغيرها خاصة في مراكز الأيوأ، وتناولت  تفشي  الأمراض الجلدية ومرض القوب  في  المعسكرات  ، وناشدات المنظمات  لتوفير العلاج .

موجة غلاء طاحنة

وحسب  متابعات  (المنبر 24 ) فإن  الفاشر شهدت خلال الاسبوعين الماضيين موجة غلاء كبيرة في  السلع ، في ظل  ضعف  القدرة الشرائية للمواطنيين  ، كما تأثرت  حركة  المواصلات الداخلية بغلاء الوقود بحسب افادات  سكان  محليون  .

وتضرر المدنيون من الرصاص الطائش سوأ كان من الجيش السوداني أو مليشيا  الدعم السريع والذي خلف أضراراً جسيمة في الممتلكات  وقتلى، كما أن  المدينة كانت ملاذاً آمن للفارين من الحرب بغرب دارفور ووسط دارفور وجنوبي دارفور ، بجانب قري ريفي  الفاشر  التي  تعرضت لمحرقة من مليشيا الجنجويد  والتي قدر عددها بنحو 24 قرية.

و في   الوقت  الحالي  بحسب  شهود  عيان لا تزال حركة النازحين إلى مدينة الفاشر مٌستمرة  رغم بزوغ شبح الحرب.

مخاوف من سيناريو الجنينة

وحذر صالح محمود رئيس هيئة محامي دارفور في تصريحات صحفية من تكرار سيناريو الجنينة عاصمة غرب دارفور في الفاشر عندما نفذت قوات الدعم السريع تطهيرا عرقيا للسكان غير العرب في الجنينة العام الماضي، وهو ما أودى بحياة ما بين 10 آلاف و15 ألف شخص بحسب مجموعة خبراء من الأمم المتحدة.

ويقول صالح إن هدفهم هو حماية المدنيين من إبادة جماعية وحماية النساء من الاغتصاب، ومنع النهب والتهجير القسري، واصفا تلك الأعمال بأنها هي “أجندة الدعم السريع”.

المليشيا تحكم الحصار

ويقول  محمد عثمان أحد سكان الفاشر «نحن تحت حصار كامل»، وتابع «لا يوجد طريق للدخول أو الخروج من المدينة دون سيطرة مليشيا الدعم السريع».

وتصاعد العنف في المدينة بعد إعلان الحركات المسلحة، والتي كانت وقعت على اتفاق سلام تاريخي مع الحكومة السودانية في 2021 بجوبا، في بيان أنه «لا حياد بعد الآن»، مؤكدة أنها «ستقاتل مع حلفائها والوطنيين وقواتها المسلحة ضد ميليشيات الدعم السريع وأعوانها».

 قلق أممي

ودفع تصاعد القتال في شمال دارفور مجلس الأمن الدولي إلى الإعراب عن «قلقه العميق» إزاء ما يجري بالفاشر.

وكتب نائب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في دارفور توبي هارورد عبر حسابه على منصة إكس أن «الوضع الإنساني في الفاشر والمحليات المحيطة بعاصمة شمال دارفور كارثي».وأشار إلى «تزايد عمليات القتل التعسفي والسرقة ونهب الماشية، والحرق الممنهج لقرى بأكملها في المناطق الريفية، وتصاعد القصف الجوي على أجزاء من المدينة، وتشديد الحصار حول الفاشر

 في السياق نفسه حذرت منظمة يونيسف التابعة للأمم المتحدة من أن الهجوم على الفاشر سيعرض مئات الآلاف من الأطفال للخطر.

وقالت المديرة التنفيذية للمنظمة كاثرين راسل في بيان الأسبوع الماضي إن «تصاعد القتال في ولاية شمال دارفور بالسودان أدى إلى خسائر بشرية مميتة بين الأطفال في الأسابيع الأخيرة »  .

وأضافت بأن «التهديد الوشيك بشن هجوم عسكري على الفاشر يهدد بتصعيد كارثي، ما يعرض حياة ورفاهية 750 ألف طفل وربما ملايين آخرين للخطر »  وتتزايد المخاوف من انتقال المعارك العسكرية إلى وسط الفاشر في ظل تحشيد عسكري واسع من قبل  مليشيا الدعم السريع حول المدينة، بينما يستعد الجيش بتحالف مع حركات مسلحة للدفاع عن المدينة والحفاظ على سيطرته عليها، فهي الوحيدة التي تبقت له في إقليم دارفور غربي البلاد، إذ سيطر الدعم السريع على الـ4 ولايات الأخرى.

 

موقع المنبر
Logo