المتحدثة الرسمية باسم (تقدم) أ. رشا عوض في ضيف المنبر
من يرى طرح تقدم غير مناسب ليرشدنا على جيشه الذي يهزم الدعم السريع والجيش
لا حل عسكري لهذه الحرب ولابد من التفاوض والحل السلمي
المنبر يعيد نشر حوار سابق مع المتحدثة الرسمية سابقًا باسم تقدم الأستاذة رشا عوض، جلست أ. رشا على كرسي ضيف المنبر في خواتيم شهر يناير 2024م، واستنطقتها الدكتورة عفراء فتح الرحمن في محاور شتى، فكانت الأهداف والوسائل والرؤية التي تتبناها تنسيقة القوى المدنية الدمقراطية تقدم من أبرز المحاور، وتطرق اللقاء للمعارضة والاتهامات التي طالت تقدم، والانتقالات التي وجهت للتنسيقية في إعلان أديس، بجانب ضبابية الموقف في إدانة قوات الدعم السريع بشكل صريح وتطور الموقف إلى التوقيع مع الدعم السريع والتفكير في كيفية حكم الدولة السودانية ومستقبلها الأمر الذي وجد معارضة واسعة من القوى السياسية والتيارات غير المرحبة بإعلان أديس ومبادئ تقدم، فإلى سياق الحوار,,
لجنة اتصال تقدم تلقت الموافقة المبدئية للقاء قائد الجيش
فلول النظام البائد عادوا بكثافة لمفاصل الدولة ومتحكمون بوزارة الخارجية
حاورتها: د. عفراء فتح الرحمن
* مرحبًا بك أستاذة رشا وأتمناك بخير وعافية؟
– مرحبًا عفراء، أنا سعيدة بهذا اللقاء والتحية لكل المتابعين.
* أستاذة رشا، سنبدأ بآخر الأخبار، زيارة تقدم لجوبا، ولقاء د. عبد الله جمدوك وسلفا، تمهيدًا للقاء رئيس مجلس السيادة بحميدتي، هل من سيناريوهات وخارطة طريق لم تعلن؟
– تقدم تتحرك في سبيل إنهاء الحرب وفقًا لخارطة طريق وإعلان مبادئ سياسي، توجهت بخارطة الطريق وإعلان المبادئ السياسي لطرفي القتال، وهذه الخارطة وإعلان المبادئ هي أساس ومرجعية البحث عن السلام في السودان، هذه اللقاءات تأتي على خلفية خطابات سبق أن أرسلتها تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية (تقدم) إلى قائد الجيش الفريق عبدالفتاح البرهان، وإلى قائد الدعم السريع، وتم اللقاء بقائد الدعم السريع والآن المساعي متواصلة وحثيثة للقاء قائد الجيش، وتنسيق لقاء يجمع الجنرالين، لأن لا حل عسكري لهذه الحرب، ولابد من التفاوض والحل السلمي.
* هنالك دعوة قدمتها (تقدم) للبرهان، تتحدثون عن ثمة موافقة مبدئية، بينما تسريبات لمجلس السيادة أن لا موافقة، ما هي الأضابير والأشياء التي لم تذكر، من وافق لكم على وجه التحديد وما هو الجديد؟– لجنة الاتصال في تقدم، تلقت الموافقة المبدئية، على هذا اللقاء، وهي ما زالت تواصل جهودها لإنجاح هذا اللقاء، لأن ظرف البلاد لا يحتمل ويتطلب أن تتولد إرادة حقيقية وصلبة للسلام، ولكن طبعًا هناك من يحاول عرقلة مساعي السلام ويوصل الإشارات السالبة، ولكن تقدم على كل حال تمضي في إنجاح مساعيها لأن هذا هو نداء الواجب والوطن.
* من الذي يعرقل السلام ويسعى بشكل سلبي؟
– مؤكد فلول النظام البائد الذين يريدون لهذه الحرب أن تستمر وتتوسع وألا تتوصل البلاد إلى حل سلمي وإلى استعادة مسار الانتقال المدني الديمقراطي، فلول النظام البائد عادوا بكثافة إلى مفاصل الدولة، هم المتحكمون بوزارة الخارجية، هم من يسارعون دائمًا إلى إصدار البيانات والتصريحات التي تغلق الباب أمام أي مساعي للحلول السلمية.
* أنت ابنة الحياة الإعلامية والسياسية، المنطلقات من أحزاب كبيرة ذات جماهيرية عالية، استمرار الخطاب الذي فيه اقصاء وشيطنة الآخر (فلول النظام السابق) الآن الذين يقاتلون في هذه المعركة، قبل أيام فقط أستشهد “حجر مان” بن كيان “غاضبون” ترس من تروس أم دمان المشاهير.. هي ليست معركة فلول أو ربما جنرالين كما توصفها تقدم لدى الكثير من قوى الشارع السوداني الحية؟
– هذه المعركة معركة فلول النظام البائد من أجل العودة للسلطة، لا علاقة للشعب السوداني بهذه الحرب من حيث مصالحه وأمنه واستقراره ووحدة بلاده، هذه الحرب مدمرة وأجمل ما فيها هو أن تتوقف، هذا الخطاب الذي يحمل الفلول مسؤولية إشعال الحرب لا يهدف إلى الإقصاء كما تقول الدعاية الحربية، وإنما من يمارسون الإقصاء هم من أشعلوا الحرب ويخوضونها، يتحدثون عن أن لا مكان لخصومهم السياسيين في سودان ما بعد الحرب، ويصدرون خطاب الكراهية والعنصرية، كل من استشهد أو قتل في هذه الحرب هو سوداني، القاتل والمقتول سوداني ولكن المعركة ليست معرك ة الثوار وليست معركة الديمقراطيين، وشيء مؤسف أن ينخرط من كانوا يرفعون راية النضال السلمي وثورة ديسمبر هي ثورة سلمية، أن يحدث تحول ويرفعون راية القتال فهذه انتكاسة.
* أحاول أن أكون مكان الآخر الغائب.. الذين تتحدثين عن أنه ديمقراطيون وسلميون، لماذا لم يكونوا سياسيون ملتصقون بالأرض، لماذا لم تقيموا الاجتماعات في السودان لماذا لم تزورا اللاجئين والنازحين، لماذا كل الرحلات هي عبر العواصم الأفريقية والعربية، هل هذه سمة الثوري المناضل؟
– القوى الديمقراطية فعلت ما تسطيع ولكنها محاصرة ومطاردة، الحرب أغلقت أي فرص أمام العمل السلمي، ولكن من يوجدون في غرف الطوارئ وبين المواطنين في كل مكان هم من جماهير هذه القوى السياسية، ولكن علينا أن نتذكر البيانات التي صدرت بقوائم الاغتيال والتصفية، ملاحقات الاستخبارات العسكرية للكوادر السياسية، ملاحقة ما يسمى بالعمل الخاص للخصوم السياسيين للنظام البائد والقبض عليهم، وما تعرضوا له من مضايقات والتعذيب، البيئة في السودان غير مناسبة لأي عمل مدني وبالتالي نحن ننادي بإيقاف هذه الحرب ولاستعادة الحياة المدنية.
* لماذا إذا كان المدنيون السياسيون السلميون مهددون حقيقة لماذا لم يصاب لم يصاب سياسي واحد، وسؤال الشارع الملح، من أين لتقدم بهذه الأموال وجميع قادتها الآن بلا عمل لأن الحرب فد ساوت وأفقرت الجميع، بلا عمل ولكنهم يقيمون في العواصم العربية والأفريقية ويتنقلون ما بين الدول وهي تصرف ببذخ على ورشها وإقامتها في فنادق (5) نجوم؟
– في آخر اجتماع للمكتب التنفيذي لتقدم، في البيان الختامي ذكرنا المنظمات الدولية التي تمول أنشطة تقدم، فهذا ليس سر وليس فيه ما يخجل، في هذا العالم منظمات غير حكومية، معنية بالسلام والديمقراطية في كل العالم، وهذه المنظمات تنفق أموالها وفق قواعد الشفافية والمحاسبية.
تقدم ليس لديها ما تخفيه حول مصادر تمويل الأنشطة
* ما هي المنظمات أسماء المنظمات والأموال التي قدمتها لتقدم، إذا كان الحديث بهذه الشفافية؟
– نعم هذه المنظمات التي ذكرناها بالاسم في البيان الختامي (GBG، الشركاء العالميين من أجل الحوكمة، ATI المركز القومي لدعم الديمقراطية)، هذه أهم منظمتين تدعمان تقدم، هذا السؤال دائمًا يطرح في إطار تجريمي وكأنما تقدم تتحرك بالوكالة عن قوى خارجية وأجنبية تتآمر على السودان، إلى آخر مفردات الدعاية السياسية ضد القوى المدنية الديمقراطية، تقدم تحالف مدني مستقل تمامًا لا تحمل الا أجندة السلام والديمقراطية للشعب السوداني، ليس لديها ما تخفيه حول مصادر تمويل أنشطتها، وقد أعلنت ذلك في بياناتها التي كانت معروضة أمام أجهزة الإعلام.
* أستاذة رشا، هل لمجرد كونك سياسي أنت تأخذ الأموال وتعيش في حياة اقتصادية أفضل من شعبك، أليس من باب أولى أن تكون هذه الأموال للمغتصبات، أو للمنهوبة أموالهم، مرضى الكلى والسرطانات، لماذا السياسيون السودانيون نفعيون في سلوكهم الإنساني؟
– هذا الحديث مغلوط جدًا، لا يوجد سياسيون يأخذون أموال من هذه المنظمات وينفقونها على أنفسهم، هذه المنظمات هي منظمات غربية ولديها قواعد محاسبية صارمة جدًا، كل دولار أين أنفقته وفيما أنفقت، هذه المنظمات تمول الأنشطة الخاصة بتقدم كمنظمة سياسية ولكنها لا تنفق على السياسيين، السياسيين لا يأخذون أموالًا من هذه المنظمات لينفقوها على أنفسهم، ينفقونها على أنشطة تقدم وتقدم محور نشاطها هي إيقاف الحرب، لا إنصاف للشعب السوداني ولا وقف لمعاناته الا بوقف الحرب، ومن ضمن الأنشطة التي وضعت ضمن خطط عمل تقدم الغوث الإنساني وتنظيم إيصال الإغاثة إلى المنكوبين وتوفير العون الإنساني لكل ضحايا الحرب من مغتصبات ومهجرين.
* أي مغتصبات وما الذي تم؟– الذي تم على أرض الواقع هناك منظمات مجتمع مدني سودانية بالشراكة مع منظمات دولية، تمكنت فعلًا من إيصال معونات نقدية إلى ضحايا الحرب، والسؤال الذي يجب أن يطرح الآن على سلطة الأمر الواقع العسكرية التي سرقت الإغاثات التي أتت بها الدول الصديقة والشقيقة للسودان، هذه مواد الإغاثة إما عُرقل خروجها من ميناء بورتسودان وإما تم تخزينها في مخازن الجيش وتم توظيفها لخدمة المجهود الحربي بدلًا من إيصالها لمستحقيها.
* الآن أنت تتهمين بشكل مباشر الجيش السوداني بالاستفادة من الإغاثات، بينما في خطاب سابق تتحدثين أن قوات الدعم السريع لم يشهد لها أي أحد بأفعال خارقة إلا من خلال هذه الحرب التي تعد ظرفًا استثنائيًا، ما الذي غير كيمياء تفكير رشا عوض الصحفية الواعية التي تعلم تمامًا لماذا تم تكوين مليشيا الجنجويد واختراقاتها منذ العام 2013م والجرائم التي ارتكبت في دارفور وغيرها؟
– لم أقل قوات الدعم السريع لم ترتكب جرائم في تاريخها، كنت أتحدث في سياق أن “واقع الحرب هو بيئة خصبة للانتهاكات” وبالتالي إذا أردنا إنقاذ الشعب السوداني من الانتهاكات فعلينا أن نسعى أولًا لإيقاف الحرب، وفي ذات اللقاء قلت أن الانتهاكات سواء كانت من الدعم السريع أو الجيش هي مدانة، ويجب أن تكون هناك عدالة انتقالية وجنائية، وأن نضع في مشروعنا السياسي للمستقبل آليات ناجعة لإنصاف الضحايا، ولكن حديثي الذي استخدم في مهاجمتي مجتزأ من سياق، أود أن أقول نحن نسعى للسلام لأن واقع السلم يختلف عن واقع الحرب وهذه بداهة وفي إطار التدليل للبداهة قلت “أن قوات الدعم السريع على عِلاتها في أزمنة السلم لم ترتكب الانتهاكات التي رأيناها الآن في زمن الحرب”.
تحدثت تقدم عن انتهاكات الدعم السريع في كل بياناتها
* لماذا لم تتحدثي بهذا الصوت عن الجرائم التي ارتكبها الدعم السريع والتي أشارت إليها الأمم المتحدة، لم تتحدثون أنتم في تقدم عن التطهير العرقي عن الإبادة الجماعية في الجنينة، عن مقتل خميس أبكر والاغتصابات وضحاياها واللواتي تحدثن بإشارة واضحة إلى منسوبي الدعم السريع؟
– تحدثنا عن ذلك، تقدم تحدثت في بياناتها وكل وثائقها التأسيسية تحدثت عن انتهاكات الدعم السريع وعن انتهاكات الجيش، أنا شخصيًا لدي برنامج “بودكاست” في صحيفة التغيير، خصصت فيه حلقتين للاستماع إلى صوت الضحايا، واستنطقت ناجيات من مجزرة الجنينة وناجين كذلك، وتحدثنا تفصيلًا عن كل الانتهاكات والمتابع لمقالاتي يعلم تمامًا أنني ليس في فمي ماء تجاه أي جهة تنتهك حقوق الإنسان السوداني، ولكن الدعاية الحربية لمشعلي الحروب يريدوننا أن نتماهى تمامًا مع موقفهم وسرديتهم وكأن الانتهاكات من طرف واحد وهو الدعم السريع، الحرب لها طرفان وبالتالي الانتهاكات يرتكبها طرفان، جيوش تتقاتل بالمدفعية الثقيلة والطيران وبالتاتشرات وسط المدنيين السودانيين هذه وصمة عار يتحملها الطرفان.
* كان يتحدث حميدتي من هاتفه للإعلام باللغة العربية والسودانية التي نعرفها بأننا الآن قد سيطرنا على القصر وكزا وعلى البرهان أن يسلم، هذا جيش لديه قسم ودستور، وثورة ديسمبر من شعاراتها أن “لا مليشيا بتحكم دولة” ما الذي جعل المليشيا الآن لها طعم ورائحة؟
– لا أحد ينادي بأن تحكم المليشيا الدولة، القوى المدنية الديمقراطية قبل هذه الحرب كانت تسعى إلى تصفية واقع تعدد الجيوش بعملية إصلاح أمني وعسكري متدرجة تأخذ في الحسبان تعقيدات الواقع، ونتوصل إلى جيش قومي مهني واحد يحمي البلاد والدستور، الآن لا توجد شرعية دستورية، هناك انقلاب وسلطة أمر واقع مفروضة بوضع اليد، كنا نسعى لذلك ولكن الفصيل المتربص بالثورة قطع الطريق على طل ذلك وأشعل هذه الحرب وظن أنها ستكون خاطفة تقضي على الدعم السريع في سويعات ثم يعودوا إلى السلطة فكانت النتيجة دخولنا في هذه الكارثة.
* أسمحي لي، دقيقة لأفهمك جيدًا، أنت تصفين ما تم في 15 أبريل انقلاب الجيش على الدعم السريع؟
– ما حدث في 15 أبريل هو انقلاب النظام البائد على ثورة ديسمبر المجيدة، مستغلًا القيادات داخل الجيش، هذه الحرب فرضت على الجيش كمؤسسة، هناك ضباط كبار في القوات المسلحة لم يكونوا يعلموا بأن هناك حرب، المفتش العام تم أسره وهو في طريقه إلى مكتبه.
* من الذي أسره، هل الجيش السوداني، من الذي ذهب إلى مطار مروي وأقام هناك دون علم الجيش السوداني، من الذي حاصر بيت الضيافة، من الذي هاجم قائد الجيش وأسقط 37 من حراسه الشخصيين، كل هذا قام به الجيش؟
– نحن في إعلان أديس أبابا الذي تم توقيعه اتفقنا على تكوين لجنة تحقيق وطنية ودولية لكي تحقق في تفاصيل ما جرى، من أطلق الرصاصة الأولى، كيف صارت الأمور منذ الثالث عشر من أبريل، إلى أن اندلعت هذه الحرب، ولكن هناك قرائن أحوال تؤكد أن النظام البائد عبر عناصره الموجودة في الجيش وكتائب الظل التي كانت موجودة في القيادة العامة وسلاح المدرعات قبل اندلاع الحرب بيوم واحد، الإفطارات الرمضانية التي تمت فيها تأكيدات صريحة بأن الاتفاق الإطاري لن يمر والمضي فيه سيؤدي إلى إشعال هذه الحرب، والإفطارات التي أقيمت للمجاهدين والخطاب الحربي الذي كان معلنًا، ثم بعد ذلك الآن من الذي يقود الحرب، الحرب الآن تقودها كتائب الظل.
* الحرب الآن يخوضها الجذريون، قبل ثلاثة أيام أستشهد “حجر مان” ترث أم درمان المنتمي لكيان غاضبون، هذه الحرب مات فيها السودانيون غير المنتمون، لا يمكن وسمها بأنها تعود إلى اليمين فقط، أنتم في الحرية والتغيير العديد من القادة تحدثوا إما الإطاري أو إشعال الحرب وقد اشتعلت بالفعل؟– بالنسبة للحرية والتغيير عندما قالوا عدم التوقيع على الإطاري يعني اندلاع الحرب، فهم يقدون عدم المضي قدمًا في إنجاح الانتقال المدني الديمقراطي سيؤدي إلى الحرب، لأن هذا في إطار التحذير من الحرب وليس التهديد بها، كيف لقوى مدنية لا تحمل سلاحًا أن تهدد بالحرب، ما قدرتها على إشعال الحرب.
* القوى المدنية تستطيع أن تكون المفكر أو الذراع السياسي لمليشيا مثلاً، وإلا لماذا وضعتم يدكم في أكفهم؟
– القوى المدنية التي تمثلها الآن هو “تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية تقدم”، ليست ذراعًا لأحد، هي ذراع لهذا الشعب السوداني، تسعى لاستعادة الحياة المدنية الديمقراطية إلى البلاد، لا توجد مليشيا أو جيش مدجج بالسلاح يأتمر بأمر مدنيين، الدعم السريع لم يأتمر بأمر الإسلاموين الذي أنشأوه وسلحوه ودربوه، فما الذي يجعله يأتمر بأمر الحرية والتغيير.
* هذا إقرار بأن الدعم السريع ولد من رحم الإسلاميين، هذا في حد ذاته اعتراف جيد من أن الفلول هم الذين أشعلوا الحرب، إذَا هم الفلول نفسهم، الآن الحزب الشيوعي يقول أن تقدم تحاول أن تخرج الدعم السريع من مأزق العدالة ويحالون إعادة الشراكة مع الدعم السريع مرة أخرى حسب بيان الحزب الشيوعي؟
– عندما قدمنا خارطة الطريق وإعلان المبادئ وانتهجنا نهج الحوار والتفاوض، هذا هو حلنا لأزمة الحرب في السودان، مسألة إعادة الشراكة أتحدى كائن من كان أن يأتي بجملة واحدة أو كلمة في إعلان أديس وفي كل أدبيات تقدم تتحدث عن إعادة الشراكة، هذه المسألة حسم أمرها منذ الاتفاق الإطاري وبعد هذه الحرب لا أحد يتحدث عن شراكة مطلقًا، الحديث كله عن سلطة مدنية كاملة تتشكل بعد أن نخرج من أزمة الحرب ونطفئ نيرانها، مسألة مساعدة الدعم السريع على الإفلات من العقاب، يعني الشيوعيون عندما يقولون مثل هذا الكلام يخيل لي كأنهم الآن وضعوا الكلبشات في أيدي حميدتي وأتت تقدم وفكت قيده وأطلقته، كأنما حميدتي في زنزانة يملك مفاتيحها سكرتير الحزب الشيوعي وأتت تقدم وأطلقت سراحه، هذه الأحاديث مضحكة بالفعل، هذه قوات عسكرية مدججة بالسلاح، تسيطر على عاصمة البلاد وأقاليم بأثرها، نحن في مأزق وفي ورطة نحاول الخروج منها ونعيد الحياة المدنية، وفي كل مواثيقنا تحدثنا عن العدالة الانتقالية، هذا هو الحل المناسب، من يراه غير مناسب عليه أن يرشدنا أين يوجد جيشه الذي يهزم الدعم السريع والجيش ويكون البديل بالكيفية التي يراها.
* الآن الحزب الشيوعي السوداني يتحدث عن أن تقدم هذه تجاوزت صلاحياتها من وقف الحرب وتقديم الإعانات إلى التفكير في طريقة حكم البلاد، رغم أن ذلك يمثل من خلال مؤتمر الدستوري لا عبر تقدم والدعم السريع؟
– تقدم قدمت خارطة طريق وإعلان مبادئ سياسي لإيقاف الحرب، نحن نهدف لأن تكون هذه الحرب هي آخر حروب السودان، ما تقدمنا به هو إعلان مبادئ يحدد المبادئ التأسيسية التي يجب الالتزام بها في أي عملية سياسية مقبلة، تفاصيل العملية السياسية المقبلة والدستور المقبل كلها متروكة لورش عمل يشارك فيها الجميع متروكة لمؤتمر دستوري وهو عملية حقيقية وصناعة الدستور بعد أن تتوقف الحرب، المشكلة أن الانتقادات التي وجهت لإعلان أديس كلها محاكمة للنوايا واستنتاجات غير صحيحة حول الاتفاق.
* الحزب الشيوعي السوداني، محامو دارفور وحتى قوى اليمين لم يتحدثوا عن نوايا وإنما عن نقاط بعينها “العدالة الانتقالية، فكرة الهروب والفرار من العدالة، العودة لمنظومة الشراكة، التفكير الأحادي في كيفية حكم الدولة” لقوى لم تأت عبر صندوق الاقتراع، فكيف تنصب نفسها مثلما كان هناك تهم في السابق بالإقصاء وأحادية الفكرة؟
– كل الذي تفضلت به لا يوجد في نص إعلان أديس أبابا، نص الإعلان على عدم الإفلات من العقاب على العدالة الانتقالية، وعلى فترة انتقالية تؤدي في خاتمة المطاف إلى انتخابات حرة ونزيهة، وتحدث عن مشاركة جميع القوى السياسية، تقدم لا تطرح نفسها كممثل حصري ووحيد للقوى المدنية والديمقراطية في السودان، هي مجرد مجموعة من هذه القوى المدنية الديمقراطية، قدمت مبادة للحل، وتقدم هي أيضًا تشكل يخطط لعد مؤتمر تأسيسي، ولجانها في الاتصال تجتمع مح الحزب الشيوعي نفسه، وحزب البعث، والحركات المسلحة غير المنضوية في اتفاق سلام جوبا، مع المهنيين، والشخصيات القومية، فبالتالي ما هو الحل من وجهة نظر من يعارضون، الخطوات التي تقدمت بها تقدم من يرى أن ما تفعله غير كافي وغير صحيح ولا يقود إلى إيقاف الحرب وإلى استعادة المسار الديمقراطي فعليه أن يطرح بديله، لكن لا يمكن أن تتفرق قوى سياسية بأكملها لمجرد انتقاد ما تفعله تقدم دون أن تتقدم هي بالبديل.
تقدم لم تضع يدها في يد الدعم السريع في إطار تحالف سياسي أو بيعة، تقدم تبحث عن السلام، ونحن مدنيون عزل لا نملك جيشًا، ما هي الطريقة العملية والواقعية والمنطقية لبحثنا عن السلام التي تتجاوز الحديث مع من يحملون السلاح ويقاتلون، إذا كانت كل يد والغة في الدم يجب ألا نتحدث مع صاحبها فهذا يعني أننا يجب أن لا نتحدث إلى الجيش السوداني كذلك على خلفية مجازر جنوب السودان ودارفور وجبال النوبة جنوب النيل الأزرق، هذا المنطق عدمي يقود إلى لا شيء، النهاية المنطقة لأننا لا نضع أيدينا لا في يد قيادة الدعم السريع ولا نلتقي ونتحاور مع قيادة الجيش، وأن نأتي بدباباتنا ونكتسح الميدان ونقصي الجيش والدعم السريع ونكون الجيش المؤتمن على حقوق الإنسان ونريح أنفسنا، ولكننا نعامل مع واقع محدد، إذا كانت الانتهاكات المروعة لحقوق الإنسان هي سبب لعدم الحوار مع طرف من الأطراف، هذا يعني أن لا نتحاور مع الدعم السريع ولا الجيش.
* مداخلة قصيرة، أرى من تقدم مزاجًا واستسهالًا في تصويب سهامها للجيش، بينما هنالك حساسية شديدة في التعامل مع الدعم السريع، لماذا لا تنظرون لتقرير الأمم المتحدة الذي نشرته رويترز وتحدث عن دعم إماراتي يحدد الرحلات والعواصم الأفريقية، بجانب مجازر وانتهاكات وتطهير عرقي تم في مناطق بعينها، لماذا هذا غير مطروق لأسماعكم البتة، لماذا؟
– لا أدري أن على أساس تضعين هذا الافتراض، إذا كنا لا ننظر للانتهاكات فما الذي يجعلنا نطالب بلجان تحقيق محلية ودولية ونتحدث عن عدم الإفلات من العقاب ونتحدث عن ضرورة إنصاف الضحايا ومساعدتهم، الانتهاكات في أي حرب لها طرفان، الهجمة على تقدم فلول النظام يريدون لتقدم وكل السودانيين تبني سرديتهم السياسية بالكامل وهي “الانتهاكات في السودان بدأت في حرب 15 أبريل” وهذا غير صحيح، السودان له تاريخ حافل في الانتهاكات والإبادة الجماعية وحرق قرى بأكملها.
* من أجل ذلك تصمت تقدم؟
– سبب الانتهاكات أستاذة عفراء، هو أننا نمتلك منظومة عسكرية وشرطية وأمنية فاقدة الحساسية تجاه حقوق الإنسان، لهذا السبب نحن نريد إصلاح أمني وعسكري، نريد إعادة بناء كامل المنظومة الأمنية والعسكرية لأن هذا هو الطريح الوحيد لإنصاف الضحايا.
* إذا كانت القوى السياسية ترى في العسكر شرًا مستطيرًا لماذا عين حمدوك في ذلك الوقت حميدتي رئيسًا للجنة الاقتصادية، رغم أنه ليس وزير المالية وغير حاصل على شهادات جامعية ولا ما يؤهله لذلك، المدنيون السياسيون كانوا يخطبون ود العساكر منذ ميلاد الدولة السودانية ويتمسحون في البزة العسكرية؟
– لا التمس براءة مطلقة للقوى السياسية المدنية وأقول أنها بلا أخطاء، ولكن الشعوب تتعلم من تجاربها، تحدثت عن انقلاب عبود وهناك انقلاب نميري، وانقلابات شاركت فيها قوى مدنية، ولكن الشعب السوداني طوى صفحة الانقلابات العسكرية، انقلاب 25 أكتوبر الذي نفذه البرهان وحميدتي، خرجت المظاهرات إلى الشوارع لرفضه قبل أن يقرأ البرهان بيانه الأول، لم تكن هناك أي قوة مدنية شاركت في هذا الانقلاب أو رحب به وهذا معناه أننا قلبنا صفحة الانقلابات.
* إن سمحتي لي، 25 أكتوبر، بضغطة ذر واحد في قوقل يأتي حميدتي ويقول بأن الأمر تم برضاه ورضاء والبرهان وحمدوك الذي يتصدر تقدم الآن، وقال “كان عليه تغيير المدنيين وعلينا تغيير العسكريين ولم يستطع فاتفقنا على هذا السيناريو”؟– المدنيون لم يشتركوا في انقلاب 25 أكتوبر، وتم بواسطة العسكريين، وحمدوك تم اعتقاله في هذا الانقلاب وحاول في 21 نوفمبر أن يستعيد المسار الانتقالي، وكان هذا خطأ ولكنه تقدم باستقالته لأن وجد إعادة الأمور إلى نصابها غير ممكن، الانقلاب تم على الثورة وعلى المسار الانتقالي الديمقراطي، السردية الأساسية للانقلاب التي كان يقولها الطرفان، أعني طرفا الانقلاب “خلافات المدنيين، خلافات المدنيين” طبيعي جدًا أن تكون هناك خلافات بين المدنيين ولكن خلافات لم تأتي للمواطنين بالدانات داخل منازلهم، لم تقتل المواطنين بالرصاص الطائش من قذائف الهاون، خلافات العسكر هي التي دمرت البلاد الآن، المدنيين لهم أخطاء ولكن هي أخطاء يتم تصحيحها بمزيد من الممارسة الديمقراطية، المصيبة التي حلت على الشعب السوداني ثبت أن سببها العسكر وطمعهم في السلطة.
* تحدثت في ثنايا الحوار أن الفلول هم من يتحملون اشعال هذه الحرب، بينما أن هنالك العديد من الأدلة حول أن قادة الحرية والتغيير تحثوا بألسنتهم إما الإطاري أو الحرب؟
– الحرية والتغيير من باب المصلحة السياسية لا يمكن أن تسعى لإشعال حرب، ولا تمتلك الأدوات لذلك، عندما تحدث بعض قياداتها تحديدًا الأستاذ بابكر فيصل عندما قال “لو لم يتم إنجاح الاتفاق الإطاري فإن ذلك سيقود إلى حرب” استمعت إلى السياق كاملًا وكان في سياق التحذير من اندلاعها، لأننا كنا نرى جميعًا تحركات الفلول، وأشرت للإفطارات والخطابات الإعلامية كلها تقود إلى الحرب، والحرب كان معلوم أنها ستقود إلى حرب أهلية مدمرة وطويلة لأننا في السودان لا توجد إمكانية عملية لانقلاب عسكري تقليدي وذلك يتطلب وجود جيش واحد يسيطر على السلطة، ولكن عندما يكون هناك تعدد جيوش، وعندما يكون هناك جيشان متوازيان وبقوة عسكرية هائلة إذا حدث انقلاب عسكري بداهة سيقود الانقلاب إلى احتقان التفاصيل، وهذا ما حدث.
تحميل المسؤولية لقوى الحرية والتغيير هو تجني وكذب محض، ودعاية لا تستقيم على ساقين ولا تصمت أمام أي تحليل منطقي ولا أمام وقائع تاريخية بعينها، الحرية والتغيير كانت ساعية لنزع فتيل الحرب.
* هذه الحرب واحدة من تمظهرات الأزمة السياسية في السودان والاحتماء بالعسكري كما هو في التاريخ، لكن فكرة انتشار الفلول وغيرها، قحت أيضًا فقدت أزرعها، لجان المقاومة التي انسلخت منها الآن، تنسيقية لجان أم درمان وكيان غاضبون.. فقدت هذه القوى أحزاب مثل الشيوعي والبعث وغيرها؟
– نقدم الآن تمضي نحو الانفتاح على قوى سياسية جديدة، وتمضي نحو توسيع دائرتها، هناك أخبار مغلوطة، لا زالت عدد من تنسيقيات المقاومة جزء من تقدم الآن، وفي المؤتمر التأسيسي سيتم تمثيل لجان المقاومة سواء في العاصمة أو الولايات مكون أساسي، انسلاخ لجنة مقاومة واحدة أو تنسيقية واحدة لا يعني أن لجان المقاومة لا وجود لها في تقدم، تقدم منفتحة وتمضي نحو مزيد من الانفتاح، هي مختلفة عن الحرية والتغيير ولكن الأخيرة جزء منها.
* سيدتي الفاضلة تقدم تتحدث أنها تمضي نحو الحزب الشيوعي السوداني، نحو حزب البعث الأصل أو الإسلاميين المعتدلين غير المنادين بالحرب ورغم ذلك لا تمضي في أي سبيل؟
– هذا غير صحيح، تقدم ماضية في طريق الانفتاح، حتى الدعاية التي تقول الحرية والتغيير فقدت، الحرية والتغيير أحزاب ومنظمات مجتمع مدني وتكوينات نقابية ما زالت لها جماهيرها وتكويناتها، وتقدم كذلك هي أوسع من الحرية والتغيير ومختلفة عنها وهي بصدد عقد مؤتمر تأسيسي ستوجه فيه الدعوة إلى كل القوى الحية والفاعلة، وضعت للمؤتمر خطة للشمول والتمثيل حتى يكون منبر لأكبر شرعية مدنية ممكنة، هي تحالف قيد التشكيل ولم تكتمل بعد وتسعى لأن تمكون الممثل للقوى الديمقراطية بتنوعاتها المختلفة، نحن لا نملك أن نجبر أحدًا أن يأتي إلى تقدم.
* تقدم تمضي بذات خطة الحرية والتغيير، الثانية عندما طرحت الإطاري الكثير من القوى تقدمت إليها بأنها تريد الالتحاق للإطاري بينما رفضت قوى الحرية والتغيير؟
– هي لا تحاور نفسها، تحاور كل المختلفين معها، وجهت خطابات وتلقت إجابات بالموافقة، من ضمن دعواتها الحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو وحركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور، وهي اتصال بتنظيمات نسوية ومهنية ونقابية وسياسية حتى الأحزاب التي ترشق تقدم بالحجارة وتحاول التقليل منها وأن تعتاش على انتقاد تقدم، حتى هذه الأحزاب تقدم تتحاور معها، ولكننا لا يدب أن نجبر أحدًا لأن المسألة في النهاية عمل تطوعي.
* مثال لحزب تتحاور معه تقدم الآن؟– ذكرت لك الحركة الشعبية شمال جناح الحلو، حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد.
* هاتان الحركتان بما لديك من معرفة كبيرة جدًا بالجغرافيا السياسية، هل يمكن أن ينضما لتحالف فيه الدعم السريع؟
– ليس هناك تحالف مع الدعم السريع، وتقدم لا تدعوا لذلك، بل تدعو إلى تحالف بين القوى الرافضة للحرب، قوى السلام والتحول الديمقراطي، هذا ما تدعوا إليه تقدم هي منفتحة على تكوينات نسائية وشبابية وحتى الإدارات الأهلية والقيادات الاجتماعية والقيادات المجتمعية في الولايات من خارج الأحزاب السياسية إلى جانب الأحزاب المنضوية في تقدم أصلًا، وليس هناك اتجاه إلى تضييق، أما بالنسبة عن الحديث للإقصاء الشخصيات المعروفة بأنها تعمل لصالح الثورة المضادة، والشخصيات الانقلابية المؤيدة للانقلابات العسكرية.
* بعض الذين يجوبون العواصم الأفريقية مع تقدم هذه، كانوا وزراء في عهد البشير وبعضهم كانوا ضمن اتفاق 2005م وآخرين كانوا نوابًا برلمانيين؟
– نحن الآن نسعى إلى جمع القوى المناهضة للحرب، المعيار الأساسي الآن من الذي يدعوا لإيقاف الحرب ومن يؤجج الحرب ويدعوا إلى استمرارها من الذي يريد أن تتأسس العملية السياسية بعد إيقاف الحرب على أساس أهداف ومبادئ ثورة ديسمبر ومن الذي يسعى للعودة إلى الاستبداد والفساد مرة أخرى، هذه هي المعايير، القوى السياسية التي اتفقت مع تقدم على هذه المعايير هي الآن موجودة في التحالف، التحالف يسعى لتوسيع نفسه بإضافة قوى جديدة، وكلما اتسعت مظلة هذا التحالف كلما اتسعت فرصة السودان لتحقيق السلام والتحول الديمقراطي.
أعده للنشر محمد آدم بركة