متابعات – المنبر 24
كشفت قوى الحراك الوطني عن موقفها حيال محادثات جنيف بين الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع التي ستنطلق في جنيف بسويسرا في 14 أغسطس المقبل
وقال المتحدث باسم الائتلاف د. علي الشريف عمر الشريف الهندي في بيان صحفي حصل المنبر 24 على نسخة منه إن الدعوة للقوات المسلحة السودانية بدلا من الحكومة السودانية رغم اعتراف الدول والمنظمات الاقليمية والدولية بحكومة الامر الواقع في بورتسودان مما يعني أن الولايات المتحدة ما زالت لا تعترف بالحكومة السودانية.
وطرح الهندي عدة تساؤلات حول طبيعة منبر جنيف، عما اذا كان منبرا جديدا بديلا لمنبر جدة؟ أم هو امتداد لمنبر جدة خاصة ان الرعاية ما زالت للمملكة العربية السعودية؟ واذا كان الامر كذلك كان من المفترض صدور الدعوات من المملكة العربية السعودية راعية المفاوضات بدلا من الولايات المتحدة الامريكية.
وذكر المتحدث الرسمي لقوى الحراك برفض الحكومة مشاركة الامارات العربية في المنبر وهل يعني ذلك قبولها بوجود أبوظبي ، كما نوه إلى أن القوات المسلحة حتى الآن لم تعبر عن الحعن موقفها من الدعوة الامريكية.
نص البيان
بيان صحفي
في احدى لقاءاته مع القوى السياسية والمدنية قبل اكثر من شهرين اكد المبعوث الامريكي توم بيرييلوا انه في حالة فشل الاطراف في التوصل الى اتفاق في جدة ستسعى الولايات المتحدة لأنشاء منبر اخر، وبالفعل دعت الولايات المتحدة كلا من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الى محادثات سلام في جنيف بسويسرا تبدأ في ١٤ اغسطس تحت رعاية المملكة العربية السعودية وتشمل اخرين مراقبين بما فيها الامارات العربية المتحدة. ولكن اطلاق المبادرة الامريكية في هذا التوقيت جانبه الصواب في بعض جوانبه للأسباب الاتية:
1. قدمت الدعوة للقوات المسلحة السودانية بدلا من الحكومة السودانية رغم اعتراف الدول والمنظمات الاقليمية والدولية بحكومة الامر الواقع في بورتسودان مما يعني ان الولايات المتحدة ما زالت لا تعترف بالحكومة السودانية.
2. ما زالت هنالك تساؤلات حول طبيعة منبر جنيف، عما اذا كان منبرا جديدا بديلا لمنبر جدة؟ أم هو امتداد لمنبر جدة خاصة ان الرعاية ما زالت للمملكة العربية السعودية؟ واذا كان الامر كذلك كان من المفترض ان تصدر الدعوات من المملكة العربية السعودية راعية المفاوضات بدلا من الولايات المتحدة الامريكية.
3. لقد سبق ان رفضت الحكومة مشاركة الامارات العربية في المنبر، فهل تراجعت الحكومة عن موقفها؟
4. حتى الان لم تعبر القوات المسلحة عن موقفها من الدعوة الامريكية.
لقد ظللنا في قوى الحراك الوطني نؤكد على أهمية الحوار لوقف اطلاق النار وانهاء الحرب ومعالجة آثارها كأولوية قصوى واكدنا على ضرورة استمرار منبر جدة الذي كنا وما زلنا نعتقد بانه المنبر الأمثل لمفاوضات المحور الأمني والإنساني وفق أسس ومبادئ تفرضها الظروف الحرجة التي تمر بها البلاد وأهمها ضرورة الالتزام بالتعهدات السابقة وفي مقدمتها ما تم الاتفاق عليه في منبر جدة في 11 مايو 2023 وخروج قوات الدعم السريع من منازل المواطنين ومن الاعيان المدنية. اذا افترضنا ان الحكومة السودانية قد تجاوزت مسالة تقديم الدعوة باسم القوات المسلحة بدلا من الحكومة وقررت المشاركة في محادثات جنيف فهنالك عدة محاذير ينبغي ان تنتبه لها الحكومة وفي مقدمتها عدم القبول بان تبدأ مباحثات جنيف من الصفر متجاوزة ما تم الاتفاق عليه في منبر جدة ، واي حديث خلاف ذلك ستجد القوات المسلحة نفسها قد تورطت في مباحثات جديدة للاتفاق على وقف لإطلاق النار وفي ذلك مغامرة قد لا تكون نهاياتها مرضية.
بدء مباحثات جنيف من الصفر يعني تجاوز منبر جدة وتأسيس منبر جديد ومبادرة جديدة، وهذه الخطوة الامريكية ستؤدي بدون ادنى شك الى اضفاء المزيد من التعقيد على الازمة الراهنة وتطويل امدها عبر انشاء منبر ضرار قصد منه ابعاد المملكة العربية السعودية من ملف الازمة السودانية علما بان منبر جدة ظل المنبر الوحيد الذي تم تخصيصه لمفاوضات المحور الامني والانساني. ان خطورة تعدد المبادرات والمنابر الإقليمية والدولية يكمن في انها تعكس بجلاء التنازع بين أصحاب المبادرات وتنافس اجنداتهم في السودان والتي ترتبط ارتباطا مباشرا بمصالح تلك الجهات والتي ليس بالضرورة ان تتوافق مع مصالح البلاد ومقاصدها العليا.
لقد ظلت قوى الحراك الوطني تجدد موقفها الرافض للتدخلات الخارجية التي تنتهك سيادة البلاد وتسلب قرارها الوطني خاصة من الدول المتورطة في تأجيج الحرب التي ارتكبت فيها انتهاكات واسعة بواسطة المليشيات والمرتزقة الأجانب. ونحن إذ نؤكد على حق القوات المسلحة في حماية البلاد، امنها واستقرارها وقوام الدولة نؤكد على تحفظنا على مشاركة دولة الامارات في مباحثات جنيف لأنها لعبت دورا أساسيا في كل الدمار الذي طال البلاد ومصالح اهل السودان.
د. علي الشريف عمر الشريف الهندي
الأمين العام
المتحدث الرسمي
٢٧ يوليو ٢٠٢٤